في خطوة وصفها المحللون بأنها تحرك كبير نحو إنهاء الصراع الدامي في قطاع غزة، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع على اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار مع حركة حماس. جاء هذا الاتفاق بعد جهود مكثفة للوساطة قادتها الولايات المتحدة وقطر، ويُتوقع أن يبدأ سريانه صباح الأحد 19 يناير 2025.
تفاصيل الاتفاق
يتكون الاتفاق من ثلاث مراحل رئيسية:
- وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى: تشمل المرحلة الأولى وقفًا تامًا للأعمال العدائية بين الجانبين لمدة ستة أسابيع. ستقوم حماس بإطلاق سراح 33 رهينة تحتجزهم منذ تصعيد الصراع، بينما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجونها. تُعتبر هذه الخطوة اختبارًا أوليًا لالتزام الطرفين ببنود الاتفاق.
- انسحاب القوات الإسرائيلية: تتضمن المرحلة الثانية انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع مناطق قطاع غزة. يُفترض أن يتم الانسحاب تدريجيًا بالتنسيق مع الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين لضمان استقرار الوضع الأمني.
- إعادة الإعمار والمساعدات: تهدف المرحلة الثالثة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع. ستقوم الدول المانحة بقيادة قطر ومصر بدعم مشاريع إعادة البناء، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتوفير الخدمات الأساسية للسكان.
خلفية الصراع
بدأ التصعيد الأخير في أكتوبر 2023 بهجوم شنته حماس على مستوطنات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1,100 شخص وتصاعد التوتر بين الطرفين. استمرت الأعمال العسكرية لأكثر من 15 شهرًا، ما أدى إلى تدمير واسع في قطاع غزة وسقوط آلاف القتلى والجرحى، غالبيتهم من المدنيين.
ردود الأفعال
رغم الترحيب الدولي الواسع بالاتفاق، واجه القرار معارضة داخلية من بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينيين الذين يرون أن التنازلات المقدمة قد تكون خطرة على أمن إسرائيل. ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الاتفاق يمثل “فرصة تاريخية” لإنهاء الصراع المستمر وفتح الباب أمام حل سياسي طويل الأمد.
من جهة أخرى، رحبت حماس بالاتفاق، واعتبرته “انتصارًا للشعب الفلسطيني”. كما دعت المجتمع الدولي إلى مراقبة تنفيذ الاتفاق وضمان التزام إسرائيل ببنوده.
التحديات القادمة
على الرغم من توقيع الاتفاق، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تطبيقه. يتمثل التحدي الأكبر في ضمان التزام الطرفين بالوقف الكامل للأعمال العدائية، خاصة في ظل انعدام الثقة بينهما. كما أن إعادة إعمار غزة قد تواجه صعوبات في التمويل والتنفيذ، مما يتطلب دعمًا مستدامًا من المجتمع الدولي.
أهمية الاتفاق
يمثل هذا الاتفاق بارقة أمل لملايين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين تأثروا سلبًا بالصراع. ويُنظر إليه كخطوة أولى نحو تحقيق سلام دائم في المنطقة، إذا ما تم تنفيذه بحسن نية من قبل جميع الأطراف.
مع بدء تنفيذ الاتفاق، تتوجه أنظار العالم إلى غزة، حيث يأمل الجميع أن يكون هذا الاتفاق بداية لإنهاء دائرة العنف المستمرة وفتح صفحة جديدة من الاستقرار والازدهار.